الكرة المغربية

عُدوان نظام شَنقريحة على الكُرة المغربية : سُلوك دولة

موقع يلا شوت يقدم. خبر تحت عنوان عُدوان نظام شَنقريحة على الكُرة المغربية : سُلوك دولة وفيما يلي التفاصيل الكامله.

عُدوان نظام شَنقريحة على الكُرة المغربية : سُلوك دولة


بقلم : البراق شادي عبد السلام

عدوان جديد يَشُنه النظام الشمولي الجزائري على المغرب مستهدفا هذه المرة فريقا كرويا يستعد لخوض مباراة رياضية من المفترض أنها تشجع على قيم السلام و التعايش و التسامح بين الشعوب في إطار روح رياضية بحتة بعيدا عن التدافع السياسي و الصراع الجيوسياسي الإقليمي ، لكنَّ النظام العسكرتاري الجزائري الملطخة أياديه بدماء مئات الآلاف من ضحايا العشرية السوداء يصر مرة أخرى على أن يكشف وجهه القبيح كأحد أبشع الأنظمة الشمولية التي عرفها التاريخ الحديث و مرة أخرى و بغباء شديد يتورط نظام جنرالات العشرية الدموية في فضيحة عالمية بإحتجاز فريق نهضة بركان و مصادرة أمتعة اللاعبين و الفريق التقني في مطار الهواري بومدين لساعات بسبب أخطاء طفولية و تصرفات شوفينية لا يمكن لأي سياسي أو رجل دولة يتمتع بمنطق سليم و عقل سوي و تحليل رصين و فهم دقيق لمجريات الأمور أن يرتكبها حفاظا على سمعة بلاده و أمنها و مدى إلتزامها بالاعراف الديبلوماسية و القانون الدولي .

العُدوان الجزائري الذي تَمثل بمنع فريق نهضة بركان من حقه المشروع بالمشاركة و الدفاع عن طموحه بإضافة النجمة الإفريقية الثالثة إلى قميصه الرياضي التي تزينه خريطة المملكة المغربية بحدودها الحقة من طنجة إلى الكويرة و عرقلة إمكانية المشاركة في مباراة نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية أمام فريق إتحاد العاصمة الجزائري هو الرَّصاصة الأخيرة التي يطلقها نظام شنقريحة الدموي على نفسه في إنتحار كروي مباشر أمام القارة الإفريقية والمنتظم الرياضي الدولي حيث يؤكد هذا النظام على إستعداده الدائم لتحويل المستطيل الاخضر إلى ساحة حرب من أجل إظهار التفوق الجزائري و التلاعب بنفسية اللاعبين المغاربة ،الخطأ الرياضي الجسيم الذي إرتكبه النظام الجزائري في حق الكرة الإفريقية عن طريق التمسك بمبررات شوفينية شمولية و بخطاب قريب لقاموس الحرب مرتبط بمفهوم السيادة و الأمن يضعف الموقف الجزائري في التنافس مستقبلا بشكل كبير جدا و يؤكد أن هذه الدولة لا تمتلك المرونة السياسية و الكياسة الديبلوماسية المطلوبة لتنظيم أحداث كروية قادرة على تحقيق إشعاع حضاري و ثقافي و سياحي في دولة لا تمتلك من مقومات الدولة إلا جيش غير إحترافي يقوده جنرال مجنون بطموحات بومدينية توسعية و بعقلية إستعمارية تطمح بشكل غير مشروع لتحقيق أحلام بومدينية تجاوزها التاريخ في منطقة شمال إفريقيا على حساب إستقرار دول الجوار .

النظام العسكرتاري الجزائري يشتغل بمقاربة كلاسيكية لربط الإنتصارات الرياضية و بشكل خاص إنتصارات كرة القدم لشعبيتها الجارفة بكرامة المواطن الجزائري و مشاركة منتخب الجزائر بمفهوم السيادة ؛ فهذا النظام لضعفه البنيوي يعتبر أن أي إنتصار للمنتخب الجزائري و أي إنجاز رياضي هو إنتصار للجيش و الدولة و تثبيت لوهم القوة الإقليمية الضاربة في المخيال الشعبي الجزائري ، الإستغلال السياسي للأحداث الرياضية من خلال نسب إنجازات المنتخب أو الأندية للزعيم المبجل أو الجنرال الفلاني بهدف إلهاء الجماهير و تضليلها أو إكتساب شرعية شعبية مهزوزة يعتبر من أكثر الأفعال الشنيعة إستخداما لدى العديد من الأنظمة الفاشلة سياسا وإجتماعيا و الذي يؤدي ضريبة هذا التضليل المتعمد هي الشعوب المغيبة التي سرعان ما تستفيق من حلاوة النصر أمام واقع إجتماعي مخزي و مؤسف .

هذا الإستغلال السياسي البئيس لكرة القدم لطالما إلتجأ إليه النظام العسكرتاري الجزائري من أجل تغطية هزائمه الداخلية و الخارجية ، في كل مرة يعتبر إنتصار المنتخب الجزائري هزيمة لدول الجوار أو الفوز بفرصة إحتضان منافسة رياضية تفوقا على البنية التحتية للجيران ، لكن مع التصرف المخزي لهذا النظام في حق فريق نهضة بركان يؤكد تجاوز هذا النظام الحاقد حدود المعقول في ربط غير مفهوم لقميص فريق كروي تزينه خريطة بلاده بسيادة الجزائر و إعطاء الأوامر بتجنيد مختلف الأجهزة الأمنية و السرية الجزائرية بالمطار للتهجم على فريق نهضة بركان كأنه هو كوموندو متخصص في العمليات الخاصة أو كتيبة حربية تقوم بمهمات خاصة خلف خطوط العدو ، بينما هم في الحقيقة ليسو ألا مجموعة من الفتية الرياضيين الشباب المغاربة همهم الأول و الأخير لعب كرة القدم بكل متعة و تمثيل بلدهم أحسن تمثيل و إدخال الفرحة على قلوب الجماهير ، (هم في الحقيقة مجموعة من الأسود الأطلسية المدربة جيدا على الفوز بالكؤوس و تحقيق الإنتصارات و إخضاع القوى الكروية الإفريقية بكل قوة و شجاعة) فبسبب الروح الرياضية التي يتميز بها هذا الفريق المغربي و حالة الصفاء الذهني التي توفرها الأطر التقنية و الفنية بعيدا عن الضغوطات و الممارسات الغير مهنية و الغير إحترافية ، فهذا الفريق بدون مبالغة قادر على خلق معجزات أخرى تنضاف إلى إنتصارات الكرة المغربية في السنوات الأخيرة .

إحتجاز نادي النهضة البركانية في مطار الهواري بومدين بالعاصمة الجزائر لساعات بسبب تشبث الأطر التقنية و اللاعبين بسيادة وطنهم و رفضهم نزع خريطة المملكة المغربية من القميص الرياضي للفريق هو إساءة بليغة للثورة الجزائرية و لتاريخ نضال الشعب الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي ، فمدينة بركان شرق المملكة المغربية التي تعرض أبناؤها بكل أسف للمضايقات و التنكيل في مطار الهواري بومدين من طرف المخابرات الجزائرية بدون أدنى خجل كانت تحتضن بكل شرف و إباء القواعد الخلفية لجيش التحرير الجزائري أثناء الثورة الجزائرية حيث أنشأت قوات الثورة بدعم و إسناد من السلطات المغربية مخزنا إستراتيجيا للسلاح وثكنة عسكرية بواد لوت و مذاغ ترأسها الكولونيل هواري بومدين لسنتين حيث عاش آمنا مطمئنا يشرف بمعية ضباط مغاربة على تدريب الجزائريين الملتحقين بقوات الثورة ، بل الأكثر من هذا كانت هذه المدينة الصامدة تشكل مكانا آمنا لمؤسس المخابرات الجزائرية عبد الحفيظ بوصوف حيث قام بإدارة عملياته المتعددة لإدخال السلاح و العتاد و الأموال إلى الثوار الجزائريين إنطلاقا من بيوت آمنة في بركان ، حقيقة تاريخية لا يمكن لعاقل تجاوزها و هي أن التراث النضالي للشعب الجزائري الذي يلعب فيه المغرب دورا تاريخيا مركزيا عن طريق الدعم اللامحدود والعفوي الذي قدمه المغرب ملكا و شعبا للثورة الجزائرية سواء بالسلاح أو المال أو الدعم السياسي و الديبلوماسي ، لذلك فالإساءة للتراث النضالي للشعب الجزائري من طرف جنرالات العشرية السوداء هو مخطط ممنهج لمحو ذاكرة الشعب الجزائري و تدجينه برواية واحدة لتاريخه الحديث تجعل من المغرب هو العدو الأول و الأخير للجزائر نظاما و شعبا في إطار التهيئ النفسي للجماهير الجزائرية لتقبل مغامرة عسكرية في قادم السنوات قد يستنجد بها نظام شنقريحة من أجل إنقاذ النظام الشمولي من ثورة ” الجياع ” الجزائرية المقبلة التي قد تحرق أنابيب الدولار السيالة في حسابات الجنرالات و قادة النظام و تهدد مصالحهم الريعية المؤسسة على نهب و تبديد ثروات الشعب الجزائري ، و هذا لن يتم إلا من خلال تصوير المغرب كعدو يهدد الأمن أو الاستقرار، بهدف تعزيز الوحدة الداخلية للنظام وتبرير اتخاذ إجراءات قمعية ضد المعارضين للسياسات الشمولية الحاقدة .

في نفس السياق الكروي و بالعودة للتاريخ ، في ماي 1958المنتخب المغربي لكرة القدم يواجه منتخب جبهة التحرير الجزائري في الوقت الذي كانت فيها الجزائر ترزح تحت نير الإستعمار الفرنسي، حيث تم إجراء مقابلة تضامنية مع فريق الجزائر و في إطار الدعم اللامشروط من المغرب ملكا و حكومة و شعبا لثورة الجزائر و كفاح الشعب الجزائري من أجل الإستقلال حيث تم إستقبال المنتخب جبهة التحرير و عزف النشيد الوطني المغربي و نشيد جبهة التحرير الجزائري في تحدي كبير للدوائر الإستعمارية الفرنسية و التي سعت إلى إستخدام نفوذها في الفيفا لإنزال عقوبات شديدة على الجامعة الملكية لكرة القدم ، كان هذا في الوقت الذي تنكرت فيه أغلب المنتخبات العربية لمنتخب جبهة التحرير الجزائري خوفا من العقوبات الدولية كمنتخب جمهورية مصر العربية و منتخب سوريا و القائمة طويلة .

بالعودة لتدبير أزمة نهضة بركان السيد فوزي لقجع و الفريق العامل إلى جانبه في الجامعة الملكية لكرة القدم و فريق نهضة بركان إتخذت بشكل إستراتيجي و بكل الهدوء اللازم القرار المناسب في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة و بشكل محترم و بتصرفات الكبار كان الرد المغربي قويا و صادما أسقط ورقت التوت على بهلوانيات و عنتريات و لطميات النظام الجزائري الذي اراد توريط الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف و الإتحاد الدولي لكرة القدم و الجامعة الملكية لكرة القدم الفيفا في”جريمة رياضية” متكاملة الأركان بمصادرة أقمصة رياضية و منع الفريق من دخول الأراضي الجزائرية و هذا ما نقلته وسائل الإعلام العالمية لصور البعثة المغربية و هي تتعرض لمختلف صور الحرب النفسية من طرف العناصر التابعة للمخابرات الجزائرية و التي كلفت بمهمة التنكيل المعنوي لفريق نهضة بركان و الطاقم التقني المرافق .

الجزائر اليوم تبدو أنها في ورطة سياسية و ديبلوماسية حقيقية حيث أظهر هذا النظام على صبيانيته و قِصَرِ نظره و ضبابية الرؤية لديه و فهمه التقني المحدود و الميكانيكي البسيط للأمور تحت مُسَمَّى ” قرار سيادي” و ذلك بإبعاد فريق مغربي لأسباب سياسية – تخص النظام الجزائري وحده – عن المشاركة في منافسات إفريقية ينظمها الإتحاد الإفريقي لكرة القدم – الكاف – هو أمر يستدعي وقفة تأمل في واقع و مآل الكرة الإفريقية و بأن هكذا قرارات عدوانية تؤثر على صورة كرة القدم بإفريقيا و في الجهود الذي تبذلها الأطر الإفريقية ( كفوزي لقجع و آخرون ) داخل دواليب الفيفا من أجل تحقيق مبدأ العدالة المجالية في كرة القدم و غيرها من الأهداف النبيلة لأجل النهوض بأوضاع كرة القدم في إفريقيا ؛ اليوم الإتحاد الإفريقي أمام إمتحان حقيقي : إما إنصاف المغرب كرويا و رياضيا و إتخاذ الإجراءات القانونية و التأديبية المناسبة في حق دولة مارقة رياضيا هي الجزائر أو إعطاء الشرعية للمزيد من المهازل الرياضية التي تخرق القانون الرياضي و الأعراف الرياضية الدولية و القارية و تفتح بابا من التصرفات المزاجية و القرارات العشوائية الغير متطابقة مع القوانين الإفريقية و الدولية الجاري بها العمل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى